الأحد، 26 يونيو 2011

السعادة الأسرية في الراحة النفسية





السعادة الأسرية في الراحة النفسية

كل منا يبحث عن السعادة الأسرية له ولأسرته، فالسعادة الأسرية تنبع من الراحة النفسية لجميع أفراد الأسرة ابتداء من الأب إلى الأم ثم إلى الأبناء مع اختلاف مراحلهم العمرية، فعندما تكون صادقاً مع الله تتقى الله فى كل أقوالك وأفعالك، راضياً بما قسمه الله لك فى رزقك، وعندما تكون صادقاً مع نفسك ومع من حولك ستشعر دوماً بأنك فى راحة وسعادة نفسية وشعور دائم بالاستقرار.

فالراحة النفسية والرضا النفسى لا يشتريان بالمال، فما أكثر الأغنياء التعساء فى حياتهم الأسرية، ونجد أن أعلى نسبة انتحار فى العالم بين الأغنياء، إذن الراحة النفسية لا تفرق بين غنى وفقير، ولكن الرضا النفسى أساس الشعور بالأمان والبهجة فى أغلب الأحيان، والإنسان بطبعه يحتاج إلى هذا الإحساس، فالسعادة الأسرية لا تأتى من فراغ، فالقائمان على البناء الأسرى وهما الأب والأم عليهما تحمل مشاق هذا البناء الصعب ونشر الألفة والمحبة والتعاون بين الأبناء، فليس من الضرورى أن يحقق الأب والأم كل رغبات ومطالب أبنائه، فلابد من النصح والإرشاد وتوجيه الأبناء التوجيه السليم فيما يحتاجونه من متطلبات فى حدود مستوى معيشة ودخل الأسرة.

فشعور الأب والأم بعدم القدرة على تأدية مطالب أبنائهم يجعلهم يشعرون بحزن وتوتر شديدين مما يؤثر على استقرار الأسرة النفسى والاجتماعى، إذن فتربية الأبناء على المشاركة فى تحمل المسئولية، وإعلامهم بمستوى معيشة الأسرة وحدود الدخل، وعدم النظر إلى مستوى معيشة من هم أعلى منهم من أصدقاء وأقرباء.

وأيضا مشاركة الأبناء فى تحمل المسئولية تجنبنا من أن يضع الأبناء أنفسهم موضع مقارنة مع من هم أعلى منهم دخلاً، مما يؤثر فى تكوين شخصية هؤلاء الأبناء، فالاستقرار الاجتماعى داخل الأسرة ينتقل من الأب والأم إلى الأبناء، فعندما تكثر المشاكل المادية والاجتماعية بين الزوج والزوجة أمام الأبناء يجعل الأبناء فى حالة نفور وتمرد على معيشتهم داخل المنزل، وينتقل تدريجياً إلى خارجه، مما يؤثر على سلوك وتعامل هؤلاء الأبناء مع الآخرين، سواء فى المدرسة أو الجامعة أو الشارع، وكل هذا يؤثر تأثيراً سلبياً وخطيراً على مستقبل هؤلاء الأبناء، فالابن والابنة هم نواة ومستقبل هذا المجتمع فلابد أن يربى ويعيش هؤلاء الأبناء فى جو من الاستقرار النفسى والاجتماعى داخل الأسرة وينتقل تدريجيا هذا الاستقرار إلى المجتمع بأكمله، فلنتحمل جميعاً المسئولية فى بناء هذا المجتمع من داخل بيوتنا أولا ثم خارجها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق